السلام عليكم ورحمة الله.. مشكلتي لم تحدث بعد ولكن خوفي من حدوثها هو مادعاني للاستشاره.
أنا فتاه عمري 20 سنة تعرفت على شخص يكبرني بـ 8 سنوات غير سعودي(عراقي من سكان سوريا ويعمل بالقرب من المنطقة) وانا سعودية وعلاقتي معه تقارب السنة
واتفقنا على انه يتقدم لخطبتي عندما أنهي دراستي الجامعية وانا الآن في السنة الاولى يعني سيتقدم بعد ثلاث سنوات من الان ولكن المشكله هي احتمال ان يرفضه والدي او ولي امري آنذاك,,
أود أن أعرف ماهي الحلول إذا تم رفضه لأنه يقول سوف أجن اذا تم رفضي ويقول انا سأعمل ماقدر عليه وهو ان اتقدم لكِ ولكن بعد ذلك يأتي دورك أنت اذا لا سمح الله رفضت من قبل والدك.
(تعرفت عليه عن طريق الانترنت قبل سنة تقريبا كما قلت سابقًا) مع العلم أن أبي كان يقول لي عندما تقدم لي ابن عمي وانا قد رفضته واقد انتهى الامر هل تريدين ان تصبحي عانسًا مثلما حدث مع ابنة عمك
وكان يقول وهو منفعل وقد كان غاضب هل تحسبين اني سأوزجك ماتختارين انت وامك(يقصد سيزوجني من يريد)وقال لن ازوجك شخص بعيد لانعرفه. أرجو ارشادي الى الحلول البديلة اذا حدثت المشكلة ومضاعفتها
لا سمح الله
بسم الله الرحمن الرحيم.
ابنتي سارة:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
أنا سعيدة جدا بوعيك المبكر وطلبك المشورة بشكل استباقي لحدوث مشكلة ممكنة
إن ما استشعرته من السطور التي كتبتها بأنك استطعت التفكير بعقلك بعزلة عن العاطفة وهو ما سيمكننا من التواصل ومناقشة موضوعك بعقلانية.
هناك بعض الأبعاد الأخرى لموضوعك، وأتمنى أن تكون حاضرة لديك وهي كما يلي:
أولا:
يجب أولا أن تتوخي الحذر من الأشخاص الذين تتعرفين عليهم عبر الإنترنت ذكورا كانوا أم إناثا
في هذه الأيام، باتت الشبكة العنكبوتية عبارة عن مجتمع افتراضي يختلط به الصالح بغير الصالح دون أن يدرك إلا بعد فوات الأوان.
يكاد يكون من المستحيل التأكد من هوية الأشخاص عبر الانترنت سواء من قبل الأفراد أو حتى الشركات.
ثانيا:
مضت سنة من عمرك وآنت تعيشين في حالة من القلق والتوتر وهذا ليس بالأمر الطيب صحيا ونفسيا لك، وقد يؤثر على مستقبلك الدراسي في الجامعة.
وستبقين على هذه الحال لثلاث سنوات أخرى وهو ما سيكون مرهقا لك، "٤ سنوات من الزمن من العلاقة الافتراضية قد تكون وهم واستنزاف لعواطفك ومشاعرك من قبل شخص قد يتضح لك عدم جديته في وقت متأخر، ومن ثم يصبح الندم دون جدوى".
ثالثا: الأولية الأهم هي دراستك الجامعية والتي وحسب فهمي لطبيعة المجتمع السعودي، هي مكتسب كبير لك لا يجب أن تهدريه.
الحل من وجهة نظري هو مسار من اثنين:
الأول:
أن يقوم بالتقدم لخطبتك فورا مما سيؤدي إلى تأكدك من نوايا هذا الشخص وهويته دون الحاجة لأن تخوضي معاناة لأربعة سنوات مع كم كبير من المجهول.
في حال فعل ذلك، وكانت لديه المقومات الدينية والدنيوية الكافية ليكون زوجا لك، سيكون عليك الصبر لـ "٣ سنوات في محاولة اقناع والدك، بمساعدة بعض أهل الدين والحكمة، وهم كثر".
الثاني:
إنهاء علاقتك بهذا الإنسان والتركيز على دراستك الجامعية وشهادتك، وعندها ستكون نظرتك للأمور مغايرة لما هي عليه الآن.
وأخيرًا:
أميل شخصيا أن أوجهك للمسار الثاني بكون المكتسب العلمي أمر لا يجب التفريط به أبدا
وأرجو أن أكون قد تمكنت من إعطائك الجواب الشافي الذين تبحثين عنه بعقلك لا بقلبك
والله ولي التوفيق.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: د. حنان قرقوتي
المصدر: موقع المستشار